فصل: يحرم تعلم السحر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الأولى»**


إنما الطاعة بالمعروف

هل يجوز الدخول في أمر يتطلب الدخول فيه عدم التمكن من تأدية بعض الصلوات في أوقاتها

فتوى رقم ‏(‏3177‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز الدخول في أمر يتطلب الدخول فيه حلق اللحية وعدم التمكن من تأدية بعض الصلوات في أوقاتها وطاعة الأوامر العسكرية فيما حرم الله‏؟‏

ج‏:‏ لا يجوز للمسلم أن يدخل في أمر يستلزم هذه الأشياء أو بعضها؛ لأنها معاص لله ورسوله، وإن أجبر بدون اختياره وأدخل بقوة السلطان فالأمر ليس إليه، ونرجو أن يجعل الله له فرجا ومخرجا، فهو القائل سبحانه‏:‏ ‏{‏ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب‏}‏ والقائل سبحانه‏:‏ ‏{‏ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا‏}

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

غش ولاة الأمور ومخادعتهم في تنظيم روعي فيه مصلحة الرعية

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7726‏)‏‏:‏

س1‏:‏ إن القوانين المعمول بها في مصر تجيز للصيادلة الحق في امتلاك صيدليتين فقط، وبعض الزملاء الصيادلة لا يكتفون بذلك، بل يريدون الاستزادة فممكن أن يكون للصيدلي ثلاث أو أربع صيدليات، ولكن يتغلب على ضيق القانون الخاص بتراخيص الصيدليات، يعمد هذا الصيدلي الذي يريد أن يمتلك أكثر من صيدليتين، إلى الاتفاق مع صيدلي آخر لا يملك أية صيدلية أو يملك صيدلية واحدة لإعطائه اسمه على أنه صاحب الصيدلية الثالثة للصيدلي الأولى الذي يريد المزيد من الصيدليات لكي تكون له مقابل مبلغ من المال يعطيه الصيدلي الأول كل شهر أو سنويا، فما حكم الإسلام في هذا الاتفاق وهذا المال هل هو شهادة زور أم على سبيل التعاون لرفع الحرج عن مصالح العباد وخروجا من ضيق القوانين الوضعية‏؟‏ نرجو الإفادة‏.‏

ج1‏:‏ لا يجوز الاتفاق المذكور؛ لما فيه من الكذب والزور وغش ولاة الأمور ومخادعتهم في تنظيم روعي فيه مصلحة الرعية ولم يعارض دليلا شرعيا، ثم أطراف الاتفاق على خطر إذا انكشف أمرهم، وعلى هذا فالمال الذي يعطيه من حصل على صيدلية ثالثة بهذا الاتفاق للصيدلي الآخر شهريا أو سنويا مثلا مقابل هذه العملية - حرام‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الكذب والمخادعة لولي الأمر والاحتيال عليه

فتوى رقم ‏(‏9524‏)‏‏:‏

س‏:‏ إذا كنت موظفا حكوميا فإن النظام الحكومي لا يجيز لي فتح محل تجاري باسمي، فإذا فتحت هذا المحل باسم شخص آخر غير موظف وأدير هذا المحل بموجب وكالة شرعية تخولني البيع والشراء وكل ما يقوم به صاحب الاسم واتحمل مكسبه وخسارته فهل يجوز هذا‏؟‏

ج‏:‏ إذا كان الواقع كما ذكرت فإنه لا يجوز لك ذلك؛ لما فيه من الكذب والمخادعة لولي الأمر والاحتيال عليه في مخالفة ما وضعه محافظة على إدارة العمل الحكومي، والذي أسند إليك خدمة للأمة، ومراعاة للمصلحة العامة، ومنعا للأثرة، فإن الشأن فيما ذكرت أن يغلب الإنسان طبعه وحب نفسه وأن يؤثر مصلحته الشخصية فيؤثر مصلحته الخاصة فيعمل لها أكثر ويبذل فيها جهده ويقصر في العمل للمصلحة العامة وهو يظن أنه لم يحصل منه ذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

السؤال الثامن من الفتوى رقم ‏(‏3552‏)‏‏:‏

س8‏:‏ هل المؤمن يعمل المخالفات إرضاء للإمام وللناس أفضل أم لإتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏؟‏

ج8‏:‏ يجب على المؤمن ترك هذه المخالفات، ويجب عليه أن يتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر معلوم وليس له طاعة الإمام ولا غيره في معاصي الله عز وجل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنما الطاعة في المعروف‏.‏، وقوله عليه الصلاة والسلام‏:‏ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

ما يفعله أصحاب ما يسمى بالطريقة الشاذلية

فتوى رقم ‏(‏2986‏)‏‏:‏

س‏:‏ هناك طريقة تسمى بـ‏:‏ الشاذلية أصحابها لا يصلون ولا يصومون ولا يزكون وهناك شخص يقولون عنه‏:‏ ‏(‏سيدنا‏)‏ يقولون‏:‏ إنه بمثابة ربهم، وهو كفيلهم يوم الآخرة، وهو غافر لهم عن كل شيء يعطونه في حياتهم الدنيا، وهؤلاء الناس يجتمعون صباح الإثنين والجمعة وليلة الإثنين والجمعة من كل أسبوع، وأبي يجبرني على هذه الطريقة ويغضب عندما يراني صائما أو أصلي، ويقول لي هذه العبارة‏:‏ إن سيدنا غافر لنا عن كل شيء ومؤمننا من عذاب النار، أي‏:‏ نحن من أصحاب الجنة حتما‏.‏ وطبعا كلام خاطئ؛ لأنه هو شخص مثلهم فما أعمل أرشدني‏.‏ أعلم بأن الله ربي ومحمدا نبي الله ورسوله والإسلام ديني وأقوم بأركانه الخمسة، إن أطعت أبي أكون بذلك قد خالفت أوامر خالقي، وقال سبحانه في كتابه‏:‏ ‏{‏فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما‏}‏ وإن لم أطعه بقي دائما غاضبا علي ومشاجري لكي أذهب معه على هذه الطريقة، علما بأنني لا أقدر على كسب المعاش لنفسي وليس في العائلة أحد مناصر لي سوى والدتي، ما العمل أرشدني لكي أرضي به ربي وأتخلص من غضب والدي الذي لا يقتنع بالصلاة والصيام أو بالأصح بالدين الإسلامي المشروع بكافة الوسائل‏؟‏

ج‏:‏ إذا كان الواقع كما ذكرت من أن والدك ومن معه في تلك الطريقة لا يصلون وأنهم يعتقدون أن سيدهم أو شيخهم بمثابة ربهم يكفل لهم الجنة ويغفر لهم كل ما عملوه من الشر فهم كفار، وإذا أمرك أبوك أن تكون معهم ونهاك عن الصلاة والصيام فلا تطعه؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق‏.‏ وامتثل ما أمرك الله به واجتنب ما نهاك عنه وصاحب والديك في الدنيا بالمعروف؛ عملا بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون‏}‏ فكن مع المؤمنين الصادقين في اعتقاد ما شرعه الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم وفي العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحمل ما ينالك من الأذى في سبيل الله والتزام طريق من أناب إلى الله فإنه خير وأحسن تأويلا، وينبغي أن تفارقهم خشية أن يضلوك، ونرجو أن يهيئ الله لك طريق الكسب الحلال الذي تعيش به فإن الأرزاق بيد الله لا بيد والدك ولا غيره من العباد‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

عدم طاعة الأب في معصية الله

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏5953‏)‏‏:‏

س6‏:‏ امرأة لها أب علم بأنها تحجبت عن الرجال فقطعها، فما الحكم في ذلك‏؟‏

ج6‏:‏ إذا كان الواقع ما ذكر فلا يضرها قطع والدها‏.‏ لها، بل لا يجوز له ذلك؛ لأن عملها طاعة لله، وترك الحجاب معصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهو آثم فيما فعل، هداه الله

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

طاعة الوالدين واجبة في المعروف

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏5994‏)‏‏:‏

س1‏:‏ إذا أرادت فتاة أن ترتدي النقاب وهي قرأت أنه فرض ولكن والدها وأمها رفضا وقالا لها‏:‏ إن طاعتهما فرض أكثر من النقاب، فهل هذا حق‏؟‏ وهل معنى أن نتركها‏؟‏ وكيف والرسول يقول‏:‏ من رغب عن سنتي فليس مني وأيضا إن كان واجبا فالواجب كالفرض في المذاهب الأربعة عدا مذهب الإمام مالك فهو يراه بين الفرض والنافلة فنرجو الإجابة، فإذا كان فرضا فكيف ارتدي وأبي يهددني بأنني لو ارتديت هذا النقاب لخلع عني الحجاب على الملأ؛ لأن هذا النقاب سيثير الشبهة على إخوتي الرجال‏؟‏

ج1‏:‏ طاعة الوالدين واجبة في المعروف، وأما إذا أمرا بمعصية فلا طاعة لهما‏؟‏ لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنما الطاعة في المعروف فالتزمي بالحجاب وحاولي إقناعهما وتبيين الحكم لهما، ولا تلقي بالا لتهديداتهما، واستعيني بالله سبحانه على ذلك ثم بالطيبين من أقاربك ينصحوهم، لعل الله أن ينفعهما بذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السحر

السحر‏:‏ هو كل ما دق ولطف وخفي سببه

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏845‏)‏‏:‏

س2‏:‏ هل السحر حرام، هذا مع العلم بأن الأكثرية من سكان جزيرة ‏(‏كوادلوب‏)‏ حيث أقيم هناك يعتقد بالسحر، وعلى سبيل المثال تأتي الفتاة بقطعة من ثياب شاب تحبه وتعطيها للساحر الذي يجعل الشاب يقع في حب هذه الفتاة أو بإمكان الساحر الماهر أن يمنعك عن لعب القمار أو التدخين، فهل هذا صحيح، وهل يستطيع الساحر القيام بهذه الأعمال‏؟‏

ج2‏:‏ السحر‏:‏ هو كل ما دق ولطف وخفي سببه، وهو أنواع مختلفة، وحكم الإقدام عليه يختلف باختلاف هذه الأنواع، كما يختلف الحكم بوجود حقيقة له في الواقع وعدم وجودها باختلاف أنواعه، فيطلق السحر على الفصاحة وقوة البيان، فإن استعمل ذلك في إظهار الحق وإبطال الباطل فهو مشروع محمود، وله تأثير في نفوس كل من ألقى السمع وهو شهيد، وإن استعمل في التمويه على الناس وقلب الحقائق فهو ممنوع وقد يبلغ درجة الكفر، وله تأثير في كل من أعرض عن دينه واستكبر عن سماع الحق وقبوله، ويطلق على النميمة وهي من كبائر الذنوب إلا إذا نمى خيرا ليصلح بين الناس، ولها واقع وتأثير في نفس من أصغى إليه، ويطلق السحر أيضا على التخييل وإيهام الناظر إلى الشيء أنه يتحرك مثلا مع أنه لا يتحرك حتى يراه الحاضر رؤية وهمية تختلف عن حقيقته ويعتقد على خلاف واقعه، مثال ذلك ما فعله السحرة بمشهد من موسى عليه السلام وفرعون لعنه الله ورميهم بالحبال والعصي حتى خيل للحاضرين أنها تسعى مع أنها ثابتة لم تتحرك، فهذا لا حقيقة له، بل هو إيهام وتدجيل، فالحبال والعصي لم تتحول عن حقيقتها وإن رآها الناظرون في مرأى العين حيات تسعى، قال الله تعالى في ذلك‏:‏ يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى وقال‏:‏ سحروا أعين الناس واسترهبوهم وهذا النوع من السحر حرام؛ لما فيه من التمويه والتلبيس واللعب بالعقول، وقد يتخذ مهنة يكسب منها من يشتغل بها ويبتز أموال الناس بالباطل، وهو من أنواع الكفر الأكبر، وهو سحر سحرة فرعون‏.‏

ويطلق السحر أيضا على التعوذ بالجن والاستعانة بهم على نفع إنسان أو إصابته بضر من مرض أو تفريق أو بغض أو حب أو فك سحر ونحو ذلك، وما ذكره السائل من هذا النوع، وحكمه أنه كفر أكبر؛ لما فيه من اللجوء والاستعانة بغير الله والتقرب إلى الجن؛ ليحققوا الرغبة، ومن ذهب إلى من يفعل ذلك من الكهان وصدقه فهو كافر، قال تعالى‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه‏}‏ ولا تأثير لهذا النوع إلا بإذن الله الكوني القدري؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله‏}‏ والله أعلم‏.‏

وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع

الفرق بين السحر والعين‏؟‏

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏6366‏)‏‏:‏

س2‏:‏ ما هو الفرق بين السحر والعين‏؟‏ وهل العين تقع في الدين ولها حكم‏؟‏ وما هو العلاج للطرفين العاين والمعيون إن كان ذلك صحيحا‏؟‏

ج2‏:‏ السحر في اللغة‏:‏ عبارة عما خفي ولطف سببه، وفي الاصطلاح‏:‏ السحر‏:‏ عزائم ورقى، ومنه ما يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله‏}

وأما العين فهي مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، والعين حق، كما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا وحكمها أنها محرمة كالسحر‏.‏ وأما العلاج للعائن فإذا رأى ما يعجبه فليذكر الله وليبرك، كما جاء في الحديث هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت فيقول‏:‏ ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ويدعو للشخص بالبركة، وأما المعيون فيحصن نفسه بالإيمان بالله والتوكل عليه وقراءة ورد من القرآن والأدعية المأثورة، وإذا علم المعيون من أصابه بعينه فإنه يشرع له أن يطلب منه أن يغسل وجهه ويديه وداخلة إزاره في إناء ثم يغتسل المعين بذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ وإذا استغسلتم فاغسلوا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

لا يعلم الغيب إلا الله

فتوى رقم ‏(‏3384‏)‏‏:‏

س‏:‏ يوجد عندنا في بعض القبائل اليمنية أنه إذا كبرت سن المرأة وأصبحت امرأة طاعنة في السن يعتقدون أنها إذا نظرت إلى الشاب أو الشابة أو الغلام ذكرا كان أو أنثى فإنها تقبض روحه وإذا شاءت أحيته من جديد، هل يوجد لهذا المعتقد سند من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من صحابة رسول الله‏؟‏ علما بأن المرأة المتهمة بهذا يخرجها ولدها أو من يعولها من منزلها وترمى في الشموس المحرقة، علما بأن لديهم رجلا يأتون إليه بالنساء الطاعنات في السن فيحكم على من يشاء بالبراءة ويحكم على من يشاء بأخذ الأرواح‏.‏ نرجو التكرم بالرد على سؤالنا هذا، وجزاكم الله خيرا‏.‏

ج‏:‏ لا نعلم لما ذكرت من فعل المرأة والرجل المذكورين أي أصل في الشرع المطهر، ولا يجوز أن يعتقد وقوعه أصلا؛ لأن الموت والحياة بيدي الله سبحانه وتعالى، ولا يعلم الغيب سواه؛ لقوله سبحانه‏:‏ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ما يشعرون أيان يبعثون وإن حصل شيء من ذلك فهو نوع من أنواع السحر الذي يخيل به على عين الإنسان فيرى الأشباح والأجسام على خلاف ما هي عليه في واقع الأمر، وهو محرم بإجماع المسلمين ولا يجوز الإقرار عليه، بل يجب إنكاره والتحذير منه؛ لأنه من المحرمات الكفرية وهو سحر سحرة فرعون‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

يحرم تعلم السحر

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏6289‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما المقصود بقوله‏:‏ تعلموا السحر ولا تعملوا به لأن بعض الناس يقول‏:‏ إنه حديث ضعيف‏؟‏

ج1‏:‏ يحرم تعلم السحر سواء للعمل به أو ليتقه، وقد نص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أن تعلمه كفر، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر‏}‏ وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن السحر أحد الكبائر وأمر باجتنابه فقال‏:‏ اجتنبوا السبع الموبقات‏.‏ فذكر منها السحر‏.‏ وفي السنن عند النسائي‏:‏ من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك

وأما ما ذكرت من قول‏:‏ ‏(‏تعلموا السحر ولا تعملوا به‏)‏ فليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف فيما نعلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

تعلموا السحر ولا تعملوا به ليس بحديث

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6970‏)‏‏:‏

س3‏:‏ سمعت إنسانا يقول‏:‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ تعلموا السحر ولا تعملوا به فهل هذا حديث صحيح‏؟‏

ج3‏:‏ لم يصح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، بل هو خبر موضوع‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

إذا أتى الساحر في سحره بمكفر قتل لردته حدا

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏4804‏)‏‏:‏

س1‏:‏ امرأة مسحورة سحرها أحد رجال السحرة لزواجها، فالمسحورة أخذها الجنون والساحر قبضه أحد رجال المحكمة المدنية وأقر بأن التهمة حق بعد سير السؤال عليه فما الحد المستحق عليه‏؟‏

ج1‏:‏ إذا أتى الساحر في سحره بمكفر قتل لردته حدا، وإن ثبت أنه قتل بسحره نفسا معصومة قتل قصاصا، وإن لم يأت في سحره بمكفر ولم يقتل نفسا ففي قتله بسحره خلاف، والصحيح‏:‏ أنه يقتل حدا لردته، وهذا هو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد رحمهم الله؛ لكفره بسحره مطلقا لدلالة آية‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر‏}‏ الآية، على كفر الساحر مطلقا، ولما ثبت في ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن بجالة بن عبدة أنه قال‏:‏ ‏"‏كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة‏.‏ فقتلنا ثلاث سواحر‏"‏ ولما صح عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ‏(‏أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها‏.‏ فقتلت رواه مالك في ‏[‏الموطأ‏]‏ ولما ثبت عن جندب أنه قال‏:‏ حد الساحر ضربة بالسيف رواه الترمذي وقال‏:‏ الصحيح أنه موقوف

وعلى هذا فحكم الساحر المسئول عنه في الاستفتاء أنه يقتل على الصحيح من أقوال العلماء، والذي يتولى إثبات السحر وتلك العقوبة هو الحاكم المتولي شئون المسلمين؛ درءا للمفسدة وسدا لباب الفوضى‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

عرض المرأة نفسها على الطبيب المختص

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏3598‏)‏‏:‏

س3‏:‏ إنني متزوج امرأة ولي مدة ثلاث سنين ولم تنجب أطفالا وأرغب في عرضها على الطبيب ولا يوجد عندنا طبيبة إلا طبيب رجل فهل يجوز له الكشف عليها وإنها رفضت الكشف‏.‏ إن أهل زوجتي منعوا من إعطائي إياها أبدا إلا بغير الحياء وإنهم أناس لا يخافون الله إلا قليلا ويرغبون الفراق بيني وبين زوجتي ونحن كارهون وإذا اشتكيتهم للشرع يجبرون زوجتي بعدم قبولي زوجا وهي مجبورة على أمرها أرشدوني للحل الصحيح، وأن بعض الناس يقول لي‏:‏ اسحرهم وأنا أعرف أن من أتى ساحرا فصدقه فقد أشرك بالله، وأنني محتار في هذا الأمر هل أروح لبعض السحرة أم ماذا أفعل‏؟‏ أرشدوني وفقكم الله للحل‏.‏

ج3‏:‏ أولا‏:‏ يجوز أن تعرض نفسها على الطبيب المختص لمعرفة موانع الحمل إن لم يتيسر وجود طبيبة مختصة بشرط ألا يخلو بها‏.‏

ثانيا‏:‏ ما بينك وبين أهلها من خلاف على نقلك لها منهم إلى مقر عملك فهذه من مسائل الخصومات التي يرجع فيها إلى المحاكم‏.‏

ثالثا‏:‏ قولك‏:‏ إن بعض الناس يقول لي اسحرهم‏.‏‏.‏ إلخ، فهذا القول منكر فظيع؛ لأن السحر حرام تعاطيه وحرام طلبه وحرام تصديق أهله، بل هو من أنواع الكفر الأكبر؛ لما ورد في ذلك من الأدلة الشرعية المبينة أن فعله وتعلمه كفر، ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه الآية‏.‏ والله أعلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

يحرم التسبب بإيذاء الغير وإيصال المضرة إليه

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏7537‏)‏‏:‏

س4‏:‏ إذا جعل أحد عدوه مجنونا فهذا المجنون إذا عمل عمل الشر وقتل نفسا أو غير ذلك من الأذى فهذه الذنوب على من‏؟‏ أو هذا يسأل من في يوم القيامة على المجنون أو على عدوه الذي جعله مجنونا أو على من سحره، الذنوب على مَنْ مِنْ هؤلاء الثلاثة‏؟‏ علما بأن عدو المجنون لم يجعله مجنونا بنفسه، بل هو استأجر أحد السحرة ليجعله مجنونا‏.‏

ج4‏:‏ يحرم التسبب بإيذاء الغير وإيصال المضرة إليه، ومن تسبب في ذلك فعليه من الإثم بقدر ما اكتسب، كما أنه يحرم الذهاب إلى الساحر لاستئجاره لإصابة شخص، وفعل الساحر هذا يعتبر كفرا؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله‏}‏ وعليك التوبة والاستغفار وعدم الذهاب إلى الساحر مرة أخرى وتجنب إيذاء الناس، وكلاهما آثم إثما عظيما الساحر والمستأجر‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

لا يجوز الذهاب إلى ساحر من أجل أن يحل السحر

فتوى رقم ‏(‏837‏)‏‏:‏

س‏:‏ رجل تزوج امرأة وهي في غاية المودة وصادق المحبة وبعد مدة أبغضته بغضة شديدة بلا سبب، وقد قيل‏:‏ إن هذا من فعل السحرة، وجاءه بعض الناس وأمره أن يذهب إلى شخص أرضي يعمل هذا العمل لكي يتغلب على ما مكروا فيه، وقال‏:‏ إن هذا يعتبر دفاعا ولحفظ زوجته، ومع الضرورة تباح المحذورات وتوقف الرجل؛ لأنه يعتقد ذلك كفرا، فهل للرجل أن يدافع بالسحر لفك السحر إذا ابتلي به أم يسلم الأمر ويصبر، وهل يعد الدفاع رد كيد للاعتداء أم يعد كفرا‏؟‏

ج‏:‏ لا يجوز لك أن تذهب إلى ساحر من أجل أن يحل السحر الذي تجده في نفسك بسحر مثله؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن له، أو سحر أو سحر له رواه الطبراني عن عمران بن حصين، قال المناوي‏:‏ إسناده جيد ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة‏:‏ هي من عمل الشيطان رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد والنشرة‏:‏ هي حل السحر عن المسحور بالسحر‏.‏

ويوجد من الأدعية والأدوية المشروعة ما فيه كفاية لإزالة هذا الداء، فعلى المسلم أن يعالج نفسه بما شرع الله من الأذكار والأدعية والأدوية الجائزة، وعليه أن يتقي الله في نفسه باتباع أمره واجتناب نهيه‏:‏ ‏{‏ومن يتق الله يجعل له مخرجا‏}

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

تداووا ولا تداووا بحرام

فتوى رقم ‏(‏1465‏)‏‏:‏

س‏:‏ من كان به سحر هل يجوز أن يذهب إلى ساحر ليزيل السحر عنه‏؟‏

ج‏:‏ لا يجوز ذلك، والأصل فيه ما رواه الإمام أحمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال‏:‏ هي من عمل الشيطان وفي الأدوية الطبيعية والأدعية الشرعية ما فيه كفاية، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي، ونهى عن التداوي بالمحرم، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ تداووا، ولا تداووا بحرام‏.‏ وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الذهاب إلى الكهنة الذين يزعمون معرفة الغيب

السؤال الأول والرابع من الفتوى رقم ‏(‏4393‏)‏‏:‏

س1‏:‏ هل يجوز للمسلم أن يذهب لأحد من الناس فيسأله عن مرضه فيخبره الآخر بأنه مسحور ثم يطلب المريض منه أن يحل السحر عنه فيقوم بصب الرصاص على رأس المريض في إناء فيه ماء ثم يخبره بأن فلانا قد سحره، وهل يجوز أن تسأل عن ابنها من سيتزوج، أو تسأل عن ابنها المتزوج هل تحبنا زوجته أو تكن لنا العداوة‏؟‏

ج1‏:‏ يجوز للمسلم أن يذهب إلى طبيب أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية غير المحرمة شرعا حسب ما يعلمه في علم الطب؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية، وقد أنزل الله تعالى الداء وأنزل الدواء عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله، ولا يجوز أن يذهب إلى الكهنة الذين يزعمون معرفة الغيب؛ ليعرف منهم مرضه، ولا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب أو يستحضرون الجن؛ ليستعينوا بهم على ما يريدون، وهؤلاء شأنهم الكذب، والاستعانة بالجن شرك أكبر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم‏.‏

وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد ولا يجوز له أن يخضع لما يزعمونه علاجا من صب رصاص ونحوه على رأسه فإن هذا من الكهانة، ورضاه بذلك مساعدة لهم على الكهانة والاستعانة بشياطين الجن، كما لا يجوز لأحد أن يذهب إلى من يسأله من الكهان من سيتزوجه ابنه أو عما يكون من الزوجين أو أسرتيهما من المحبة والعداوة والوفاق والفراق فإن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏

ما هو علاج السحر الذي يبيحه الشرع

س4‏:‏ ما هو علاج السحر الذي يبيحه الشرع، وهل يجوز أن تستعمل الأدوية المهدئة للأعصاب‏؟‏ علما أن فيها مادة مخدرة وهي شائعة في علاج الأمراض النفسية، وما موقفنا منها بعد نصحنا لها بأن ما تفعله شرك بالله وبعد أن نقرأ عليها جوابكم إن شاء الله‏؟‏ وهل تعتبر مشركة‏؟‏ علما بأنها في حالتها هذه تصاب بنوع من الوسواس ولو رأيت حالتها لقلت‏:‏ إنها مجنونة حال اشتداد المرض عليها ولكن إذا خفت عنها الحالة النفسية المرضية تكون من أعقل النساء‏.‏

ج4‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز أن يعالج السحر بالسحر، ولكن يعالج بالرقية؛ بقراءة القرآن، والأذكار النبوية الواردة في الرقية، وبالدعاء وطلب الشفاء من الله، وفي ‏(‏ الكلم الطيب‏)‏ لابن تيمية، و‏(‏الوابل الصيب ‏)‏ لابن القيم، و‏(‏رياض الصالحين‏)‏ و‏(‏ الأذكار النووية‏)‏ للنووي رحمهم الله كثير من الأذكار والأدعية النافعة في ذلك، فاقرأ في هذه الكتب وأمثالها؛ لتسترشد بها في نفسك وأهلك ومن تحب‏.‏

ثانيا‏:‏ استمر في نصح والدتك والإنكار عليها مع مراعاة الأدب وصاحبها في الدنيا بالمعروف؛ لعموم قوله تعالى‏:‏ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن إلى قوله‏:‏ ‏{‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي‏}‏ الآية‏.‏

ثالثا‏:‏ إذا كانت حالتها حين اشتداد المرض كما ذكرت من أنها كالمجنونة فقد تعتبر ذلك عذرا فيرجى أن يعفو الله عما وقع منها في تلك الحالة، والله الشافي والهادي إلى سواء السبيل‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

ما حكم الذهاب إلى السحرة والكهان والمنجمين

فتوى رقم ‏(‏6291‏)‏‏:‏

س‏:‏ أولا‏:‏ يوجد في بعض المناطق من بلادنا أن بعض الأفراد يعالجون مرضاهم بلحوم السباع والطير والدواب سواء منها حلال اللحم أو حرامه فما حكم هذا الصنيع سواء كان ذلك مجربا عدة مرات أو غير ذلك‏؟‏ أفتونا مأجورين‏.‏

ثانيا‏:‏ ما حكم الذهاب إلى السحرة والكهان والمنجمين‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ كل ما كان مفترسا بنابه كالأسد والذئب والنمر من السباع، وكل ذي مخلب يفترس به كالحدأة والصقر من الطيور، وكالحمر الأهلية والبغال من الدواب - أكله حرام، لما ثبت عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أنه قال‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع‏.‏ رواه البخاري ومسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير‏.‏

وهذه الأحاديث مخصصة لعموم الآية‏:‏ قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله أو يقال‏:‏ إن الأحاديث جاءت لتحريم ما ذكر فيها زيادة على ما كان قد حرمه الله من قبل في الآيات المكية، ولما كانت هذه محرمة لم يجز التداوي بها ولا بغيرها من المحرمات‏.‏

أما ما كان حلالا أكله فيجوز التداوي به‏.‏

ثانيا‏:‏ لا يجوز الذهاب إلى السحرة ولا إلى الكهان والمنجمين ولا تصديقهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة خرجه مسلم في صحيحه والعراف يعم الكاهن والمنجم والساحر، وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد أخرجه أهل السنن

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الذهاب إلى السحرة والمشعوذين ممن يدعي معرفة الأمراض

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏10672‏)‏‏:‏

س2‏:‏ أنا مسلم كنت مريضا وذهبت عند رجل ساحر وشرح لي أسباب المرض، وقال لي‏:‏ أنا أداوي من هذه العلة بشرط أن تذبح أو تخلط الخمر بغصن شجرة وإلا تموت، وأنا مريض قد اشتد علي فماذا أفعل‏؟‏

ج2‏:‏ أولا‏:‏ إذا كان الأمر كما ذكر؛ يحرم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين ممن يدعي معرفة الأمراض وأسبابها بطرق غير عادية؛ لأن ما أمرك به من الذبح لغير الله شرك أكبر والعلاج بالخمر محرم؛ لأن الله لم يجعل شفاء الأمة فيما حرم عليها‏.‏

ثانيا‏:‏ يشرع لك العلاج بالأدعية الشرعية والأدوية المباحة التي لا محذور فيها، شفاك الله من مرضك ووقاك كل مكروه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

تعاطي السحر حرام

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏4228‏)‏‏:‏

س‏:‏ إذا اتضح لنا أن إنسانا سحر لإنسان آخر كيف نبطل مفعوله في الشرع‏؟‏

ج‏:‏ تعاطي السحر حرام، بل كفر أكبر فلا يجوز أن يستعمل السحر لإبطال السحر، ولكن يعالج المبتلى بالسحر بالرقى والأدعية الشرعية الواردة في القرآن والثابتة في السنة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏6285‏)‏‏:‏

س2‏:‏ أرسلت إحدى الأخوات إلى زوجتي بسؤال أنه لما سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينفك السحر عنه إلا عندما جاءه جبريل عليه السلام وأخبره بما كان، كما هو ثابت وصحيح إذا لما أحد يعمل له عمل يجوز أن يفكه ‏(‏هذا كلام الأخت السائلة‏)‏ وتقول‏:‏ إن هذا هو الذي فهمته عند قراءتها لتفسير سورة الفلق في ابن كثير، أرجو توضيح الصواب‏.‏

ج2‏:‏ لا يجوز حل السحر بسحر مثله، وينبغي لمن أصيب بسحر أن يتعالج بالأدوية الشرعية من الرقية بالقرآن واستعمال الأدوية والعقاقير المباحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ تداووا، ولا تتداووا بحرام، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء‏.‏ وكذلك له أن يفكه باستخراج ما سحر فيه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا عرف مكانه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9295‏)‏‏:‏

س2‏:‏ يقول كثير من الناس‏:‏ إن أحد الرجال معمول له سحر ويذهبون إلى شخص ما لفك السحر فيعمل حجابا وغيره ونجد هذا قد فك السحر فعلا فما رأي سيادتكم، وهل الرسول صلى الله عليه وسلم سحر فعلا‏؟‏

ج2‏:‏ فك السحر بالسحر لا يجوز، وإتيان الكهان أو إحضارهم عند المسحور لفك ما به من سحر لا يجوز، وتعليق الحجب والتمائم لذلك لا يجوز، ولو ترتب على ما ذكر فك السحر أحيانا، ولكن يرقى المسحور بتلاوة القرآن عليه كسورة ‏(‏الفاتحة‏)‏؛ و ‏(‏آية الكرسي‏)‏ و ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ و ‏(‏المعوذتين‏)‏ ونحوها من سور القرآن وآياته، وكذلك يرقى بالأدعية والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل‏:‏ اللهم رب الناس، أزل الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ومثل بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك‏.‏ ويكرر ذلك ‏(‏ثلاث مرات‏)‏؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونوصيك بالرجوع إلى كتاب ‏(‏الأذكار‏)‏ للنووي، وكتاب ‏(‏الكلم الطيب‏)‏ لابن تيمية، وكتاب ‏(‏الوابل الصيب‏)‏ لابن قيم الجوزية، وباب ما جاء بالنشرة في ‏(‏كتاب التوحيد‏)‏ و ‏(‏فتح المجيد‏)‏، وقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم سحر ثم شفاه الله من ذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏3785‏)‏‏:‏

س2‏:‏ حجت أخت لي مع أبي ومعهم بعض الجماعة من بلدتنا، وفي يوم عرفة أتتهم امرأة جنسيتها إيرانية ومعها خيط من حرير وقالت لها وللنسوة اللواتي معها‏:‏ من حج منكن أول حجة هذه فليعقد لي عقدة بهذا الخيط، فقالت أكبرهن وهي قد حجت قبل ذلك‏:‏ اعقدنه‏.‏ فعقدنه، والسؤال هل تصح حجة من عقد هذا الخيط والمرأة الإيرانية تقول‏:‏ إن عندها رجلا مريضا ويشفى من هذا العقد وأختي ومن معها لم تبلغ أبي كي يمنعها أو لا يمنعها؛ لأنها خجلت ومن معها‏؟‏

ج2‏:‏ هذا العمل لا يجوز، والتي فعلته إذا كانت جاهلة فهي معذورة بجهلها إذا كانت عالمة أنه لا يجوز فإنها تكون آثمة وعليها التوبة والاستغفار ولا تعود إلى مثله، وأما حجها فصحيح إن شاء الله‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏4015‏)‏‏:‏

س2‏:‏ هل سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل نفذ فيه السحر‏؟‏

ج2‏:‏ الرسول صلى الله عليه وسلم من البشر، فيجوز أن يصيبه ما يصيب البشر من الأوجاع والأمراض وتعدي الخلق عليه وظلمهم إياه كسائر البشر إلى أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها، ولا كانت الرسالة من أجلها، فغير بعيد أن يصاب بمرض أو اعتداء أحد عليه بسحر ونحوه يخيل إليه بسببه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، كأن يخيل إليه أنه وطيء زوجاته وهو لم يطأهن، أو أنه يقوى على وطئهن حتى إذا جاء إحداهن فتر ولم يقو على ذلك، لكن الإصابة أو المرض أو السحر لا يتجاوز ذلك إلى تلقي الوحي عن الله تعالى ولا إلى البلاغ عن ربه إلى العالمين؛ لقيام الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم في تلقي الوحي وبلاغه وسائر ما يتعلق بشئون الدين‏.‏

والسحر نوع من الأمراض التي أصيب بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت‏:‏ سحر رسول الله رجل من بني زريق يقال له‏:‏ لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم قال‏:‏ ‏"‏يا عائشة، أشعرت أن الله افتأني فيما استفتيته فيه، فجاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي‏:‏ ما وجع الرجل، قال‏:‏ مطبوب، قال‏:‏ ومن طبه‏؟‏ قال‏:‏ لبيد بن الأعصم، قال‏:‏ في أي شيء‏؟‏ قال‏:‏ في مشط ومشاطة، قال‏:‏ وجف طلعة ذكر، قال‏:‏ أين هو‏؟‏ قال‏:‏ في بئر ذي أروان‏"‏ قالت‏:‏ فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه، ثم قال‏:‏ ‏"‏يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رءوس الشياطين‏"‏ قالت‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله، أفلا أحرقته‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا، أما أنا فقد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس شرا‏"‏ فأمر بها فدفنت رواه البخاري ومسلم

ومن أنكر وقوع ذلك فقد خالف الأدلة وإجماع الصحابة وسلف الأمة متشبثا بشبه وأوهام لا أساس لها من الصحة فلا يعول عليها، وقد بسط القول في ذلك العلامة ابن القيم في كتاب ‏(‏زاد المعاد‏)‏ والحافظ ابن حجر في ‏[‏فتح الباري‏]‏‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

خوارق العادات وما يظن أنه منها

معجزات الأنبياء

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏6397‏)‏‏:‏

س4‏:‏ صدر منذ عام في تايلاند كتاب باسم ‏[‏تنبؤات الرسول‏]‏، وهذا الكتاب ترجمة عن كتاب بالإنجليزية عنوانه ‏[‏إسرائيل والنبوات في القرآن‏]‏ لمؤلف اسمه ‏(‏علي أكبر‏)‏ ولقد أتى المؤلف على جميع أحاديث الملاحم والفتن وأشرط الساعة فأولها تأويلا يخشى منه على عقيدة الشباب المسلم فمثلا ‏(‏الدجال‏)‏ عبارة عن الخرافات أو الحضارة الغربية ‏(‏يأجوج ومأجوج‏)‏ هي الدول العظمى و ‏(‏عيسى عليه السلام‏)‏ مات وانتهى أمره ‏(‏والدابة‏)‏ كناية عن أراذل الناس أو المخترعات الحديثة إلى غير ذلك من التأويلات‏.‏ وقد أجاب ناشرو النسخة التايلاندية بأن هذه المسائل ليست من العقيدة في شيء ولا فرق بين من يعتقد بها أو ينكرها ولا تؤثر بحال من الأحوال على إيمان المسلم، فهل هذا الكلام صحيح، وما الجواب على هؤلاء‏؟‏

ج4‏:‏ واجب المسلم الإيمان بما أخبر الله به وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة وغيرها، وقد وصف الله سبحانه وتعالى المتقين في أول سورة البقرة بأنهم يؤمنون بالغيب وأثنى عليهم وبين أنهم على هدى من ربهم وأنهم مفلحون‏.‏ وهذه الأمور قد ثبت الإخبار بها عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعضها دل عليه القرآن الكريم فيجب اعتقادها ويحرم إنكار شيء منها أو تأويل نصوصها عن ظواهرها، ومن أنكرها أو تأولها فقد ضل عن سواء السبيل‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو عبد الله بن قعود

كرامات الأولياء

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏9027‏)‏‏:‏

س4‏:‏ هل للأولياء كرامة، وهل لهم أن يتصرفوا في عالم الملكوت في السموات والأرض، وهل يشفعون وهم في البرزخ لأهل الدنيا أم لا‏؟‏

ج4‏:‏ الكرامة‏:‏ أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد عبد من عباده الصالحين حيا أو ميتا إكراما له فيدفع به عنه ضرا أو يحقق له نفعا أو ينصر به حقا، وذلك الأمر لا يملك العبد الصالح أن يأتي به إذا أراد كما أن النبي لا يملك أن يأتي بالمعجزة من عند نفسه، بل كل ذلك إلى الله وحده، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين‏}‏ ولا يملك الصالحون أن يتصرفوا في ملكوت السموات والأرض إلا بقدر ما آتاهم الله من الأسباب كسائر البشر من زرع وبناء وتجارة ونحو ذلك مما هو من جنس أعمال البشر بإذن الله تعالى، ولا يملكون أن يشفعوا وهم في البرزخ لأحد من الخلق أحياء وأمواتا، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل لله الشفاعة جميعا‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه‏}‏‏.‏

ومن اعتقد في أنهم يتصرفون في الكون أو يعلمون الغيب فهو كافر؛ لقول الله عز وجل‏:‏ لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير وقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله‏}‏ وقوله سبحانه آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم بما يزيل اللبس ويوضح الحق‏:‏ ‏{‏قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون‏}

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏6899‏)‏‏:‏

س4‏:‏ هل صحيح قول بعض المسلمين‏:‏ إن أمراء المسلمين من أولياء الله ولو كانوا من أفسق الفساق‏.‏

ج4‏:‏ هذا القول ليس بصحيح، بل الفاسق فاسق سواء كان من الأولين أم الآخرين، من الأمراء أو من غيرهم، والولي ولي تقدم زمنه أو تأخر، فالزمن لا يغير من صفة الشخص لا من ولايته ولا من فسقه، وأولياء الله‏:‏ هم أهل الإيمان والتقوى، كما في سورة يونس‏:‏ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏5566‏)‏‏:‏

س2‏:‏ لقد أخذت كتاب ‏[‏المغني‏]‏ لابن قدامة وادهشت لما رأيت فيه من اختلاف عن مسألة لا بال لها لقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نجتنب من هذا بقوله‏:‏ قد هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم وهو صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ اختلاف أمتي رحمة لكن ليس باختلاف الذي رأيناه في عصرنا في كتب الفقه‏.‏ اقرأ صفحة 7 من كتاب ‏[‏المغني‏]‏ بعنوان‏:‏ ‏"‏ذكر شيء من كرامته‏"‏ حينما أقرأ هذه القطعة أشعر كأني أقرأ قصة أسطورية هندية أو قصة علاء الدين من كتاب ‏[‏ألف ليلة وليلة‏]‏‏.‏ هذا الشيخ فعل شيئا ما فعله الصحابة الكبار هو يمشي على الماء إن هذا من أساطير الأولين كيف يسمح بانتشار هذا الكتاب تحت رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والقصة مثل هذا يهدي الإنسان إلى الشرك بالله أرجو منك أن تحذف هذه القطعة من هذا الكتاب‏.‏

ج2‏:‏ أولا‏:‏ ما ذكرته في سؤالك من وقوع خلاف في المسائل الفقهية ليس غريبا فإن من سنة الله في الناس أنه جعلهم مختلفين في مداركهم وعقولهم وفي إطلاعهم على الأدلة السمعية وإدراكهم لأسرار الكون وما أودعه الله فيه من سننه فلا عجب أن يختلفوا في مسائل العلوم الشرعية والكونية عقلا وسمعا، بل ذلك هو مقتضى الحكمة، واختلاف الخلق والمواهب فليس لك أن تستنكر ذلك لكن المنكر أن يتكلم الإنسان بجهل أو اتباعا للهوى أو بمعصية لرأي من تقلد مذهبه، أما من نظر في الأدلة الكونية والسمعية الاجتهادية بإنصاف مبتغيا الحق فهو محمود أصاب أم أخطأ فإن أصاب فله أجران أجر عن اجتهاده وأجر عن إصابته الحق وإن أخطأ فهو معذور وله أجر واحد عن اجتهاده‏.‏

ثانيا‏:‏ ما ذكرته في سؤالك من كرامة المشي على الماء - ليس في ‏[‏المغني‏]‏ ولا من كلام ابن قدامة، وإنما هو من كلام من كتب ترجمة ابن قدامة وجعلها مقدمة للكتاب للتعريف بالشيخ، ثم إنك لم تقرأ نقد أبي طاهر في تعليقه على قصة الكرامة لتستفيد منه، ولا تعيب على من نشر الكتاب، ثم ذلك ليس بمستنكر وليس من الأساطير فقد وقع مثل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم؛ إكراما لهم، وإظهارا لفضلهم لاستقامتهم على شريعته‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الكهانة

فتوى رقم ‏(‏3261‏)‏‏:‏

س‏:‏ إننا نعيش في مدينة أهلها لا يتعوذون ولا يسمون ولا يقرأون دعاء الاستفتاح ولا يسكتون في المواضع التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسكت فيها، وكثير منهم يحلقون اللحى خصوصا خطباء الجمعة زيادة على بدع أخرى معادية للإسلام، وقد يعملون أشياء أخرى كالكهانة والفتاوى الباطلة من أجل الإرضاء، مع العلم أننا أبلغناهم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخص قضية الصلاة لكنهم رفضوا بكل قوة، وقالوا‏:‏ حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، وهؤلاء الأئمة لا يراعون طاعة الله في تربية أبنائهم إلا من رحم الله وقليل ما هم، فمنهم من تخرج فتياتهم سافرات عاريات دون أن يبالين بأن أفعالهن منافية للإسلام، وأما الخطباء فهم راضون عن المنكر الذي يعملونه يوم الجمعة من رواية الحديث قبل الخطبة وقراءة القرآن جماعة قبل أن يدخل الخطيب المسجد ويؤذنون ثلاث مرات يوم الجمعة، وهذه ظاهرة شائعة في بلادنا، وكلهم قد نبهوا من طرق الإخوان السنيين الذين تمسكوا وما زالوا متمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

هذه بعض النقط القليلة التي ذكرناها من البدع التي وجدناها على خلاف ما جاء عليه النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

س‏:‏ هل يجوز للمسلم أن يصلي وراء هؤلاء الأئمة المبتدعة‏؟‏

هل المنكر للسنة تجوز الصلاة وراءه وبعض هؤلاء يعملون الفاتحة - أي‏:‏ الدعاء - جماعة دبر كل صلاة بصوت مرتفع، كما يقرؤون الحزب بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب جماعة ودوما، ويقرؤون القرآن في المكارم والحفلات والأعراس مقابل الدراهم، كما يقرؤون القرآن في المقابر وفي الجنائز مقابل الدراهم ويشيعون الجنازة بالذكر، ونريد منكم أن تبينوا لنا بيانا شافيا واضحا حتى نكون على بينة من ديننا‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ الحق مع من يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند بدء القراءة سواء كانت القراءة في الصلاة أم لا‏;‏ لعموم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم‏}‏ لكنها يسر بها في الصلاة كالتسمية، والحق أيضا مع من يقرأ البسملة سرا قبل الحمد لله رب العالمين في الصلاة، وكذا السكوت سكتة خفيفة بين تكبيرة الإحرام والقراءة، وقراءة دعاء الاإستفتاح فيها، وكذا السكوت بين نهاية القراءة والركوع، ومن قال بذلك فهو مصيب مأجور أجرين، ومن خالف فهو معذور مأجور أجرا واحدا إذا كان مجتهدا متحريا للصواب فأخطأ، ويجوز صلاة كل من الفريقين وراء الآخر والأمر في ذلك واسع، والمشادة أو الخصام فيه لا تجوز‏.‏

ثانيا‏:‏ حلق اللحية حرام؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وإحفاء الشارب ولمخالفته للفطرة‏.‏

ثالثا‏:‏ الكاهن‏:‏ من يزعم أنه يعلم المغيبات أو يعلم ما في الضمير، وأكثر ما يكون ذلك ممن ينظرون في النجوم لمعرفة الحوادث أو يستخدمون من يسترقون السمع من شياطين الجن، ومثل هؤلاء من يخط في الرمل وينظر في الفنجان أو في الكف ومن يفتح الكتاب زعما منهم أنهم يعرفون بذلك الغيب، وهم كفار لزعمهم أنهم شاركوا الله في صفة من صفاته الخاصة به وهي علم الغيب، ولتكذيبهم بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله‏}‏ وبقوله‏:‏ ‏{‏عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو‏}‏ ومن أتاه وصدقه بما يقول من الكهانة فهو كان كافر أيضا؛ لما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ ولما رواه أصحاب السنن والحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ إلى غير ذلك من الأحاديث في كفر العرافين والكهان ومن صدقهم‏.‏

وهؤلاء لا تجوز الصلاة وراءهم ولا تصح، وعلى من صلى وراءهم وهو يعلم أن يستغفر الله ويعيدها‏.‏

رابعا‏:‏ على ولي أمر الأسرة أن يرشدها إلى ما فيه الخير والسعادة لها في دينها ودنياها، وأن يؤدبها بآداب الإسلام فإنها رعيته، وكل راع مسئول عن رعيته، وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ كلكم راع ومسئول عن رعيته‏.‏ الحديث، وخاصة أئمة المساجد وسائر العلماء، فإنهم قدوة الناس وإهمالهم في أنفسهم وفي شئون أسرهم يجرئ غيرهم على الإهمال في الدين وتجاوز حدوده وآدابه، فمن فرط في إرشاد أهله وتأديبهم حتى خرجت امرأته وبناته وأخواته مثلا سافرات متكشفات فحكم الصلاة وراءه كحكم الصلاة وراء الفساق كحالق اللحية، والصحيح من قولي العلماء صحتها‏.‏

خامسا‏:‏ قراءة آية‏:‏ إن الله وملائكته يصلون على النبي وقراءة حديث التحذير من الكلام وقت الخطبة والأمر بالإنصات بين يدي خطيب الجمعة قبل بدئه الخطبة من البدع، وكذا قراءة القرآن جماعة يوم الجمعة قبل مجيء الخطيب إلى المسجد، والأذان الأول والثاني بالأدعية والأذكار قبل الأذان الشرعي الذي يؤذن به عند دخول وقت الجمعة من البدع التي انتشرت في البلاد الإسلامية وسكت عنها كثير من العلماء، كل هذا من الابتداع في الدين وشرع ما لم يأذن به الله، فنسأل الله العافية ونرجوه أن يعين أهل السنة على إنكار ذلك وإزالته حتى يعود المسلمون إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم، ونسأله تعالى الأجر والمثوبة لكم على ما قمتم به من إنكار هذه البدع وغيرها من المحدثات في الدين، وأن يثبتكم على الحق ويعينكم على نصر السنة وقمع البدعة، فإنه سبحانه مجيب الدعاء‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏6496‏)‏‏:‏

س4‏:‏ بعض الناس الذين لم يأت لهم أولاد يرشدهم بعض الناس إلى شراء تيس مثلا، ويقول‏:‏ لون التيس كذا، كأن يقول‏:‏ أسود مثلا، ويقول‏:‏ اربطه في البيت عندك لمدة كذا، ويقولون‏:‏ السبب في عدم وجود أولاد هي جنية يسمونها بـ‏:‏ التابعة، فيزعمون أنه عند حالة وجود التيس في البيت يمنعها من دخول البيت وعند ذلك يحصل الحمل، فما حكم هذا‏؟‏

ج4‏:‏ لا يجوز ذلك وهو نوع من الكهانة، ولا أساس لصحة ما ذكر، بل هو كذب وافتراء‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6899‏)‏‏:‏

س3‏:‏ هل يقتدى بالعالم الذي يدعي علم الغيب على سبيل الخط في الرمل‏؟‏ أو لا يجوز، وهل يجوز أيضا أن يؤكل ما ذبحه ذلك العالم أو مصافتحه‏؟‏

ج3‏:‏ من يدعي علم الغيب بالخط في الرمل أو فتح الكتاب أو النظر في النجوم أو باإستحضار الجن أو نحو ذلك - كاهن، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ذلك لا يجوز الأكل من ذبيحته ولا الإتيان إليه ولا مجالسته ولا مصافحته، لكن يجب أن ترشدوه، وتنصحوه وتخبروه أن دعوى علم الغيب كفر يخرجه من دين الإسلام‏.‏ عسى الله أن يتوب عليه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏10774‏)‏‏:‏

س‏:‏ هناك شيخ في الباكستان ظاهره الصلاح، والله أعلم‏.‏ وهو يقول‏:‏ إنه يعرف الجن الصالحين ويكلمهم عن طريق أحد الأشخاص ممن كان بهم مرض الصرع وعولجوا‏.‏‏.‏ وهم يساعدون في إخراج الجن من المصروعين، ويقول‏:‏ إنه يملك سجنا ليعاقب الجن المذنبين طبعا عن طريق الجن الصالحين وهم لا يساعدونه في الأعمال الدنيوية الملموسة للإنسان، وقال‏:‏ إنه يملك إجازة لتعليم العرب فمن أراد أن يتعلم يعطيه الأذكار التالية‏:‏ ‏(‏آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم‏)‏ هذا بعد كل صلاة سبع مرات قبل أن يتحرك من مكانه، وقيل النوم ينفث بيده ‏(‏الصلاة الإبراهيمية + سورة الكافرون + الصمد + الفلق + الناس + أول خمس آيات من سورة البقرة + الصلاة الإبراهيمية‏)‏ 3 مرات، ويمسح جسمه وهذا لمدة 41 يوما، وإذا أخطأ يعيد من البداية ثم بعد أن ينتهي يرجع إلى الشيخ فيطلب له جماعة من الجن مكونة من 10 نساء و10 رجال يبقون في صحبته وهذه الجماعة يطلبها من مكة المكرمة وطبعا هذه الجماعة هو لا يراها ولا يسمع صوتها، ولكنهم يأتمرون بأمره ولا يطيعونه في أعمال الإنسان الدنيوية مثل إحضار شيء أو رفعه أو ما شابه ذلك فقط يحرسونه من الجن، وإذا صادف مريضا بالصرع - من الجن - يقبضون على الجني الذي يتلبسه، ويقول أيضا‏:‏ إنه إذا أسلم أحد السجناء عنده يبعثه مع جماعة من الجن إلى مكة المكرمة، فإذا كان صادقا يدخل مكة وإذا كان كاذبا لا يدخلها؛ لأن هناك ملائكة تقف عند أبواب مكة تمنع الجن من الكفار من الدخول، فما هو رأي سماحتكم بهذا بالتفصيل‏؟‏

وما هو رأي الدين بالزواج من الجنية، وهل الآية‏:‏ فانكحوا ما طاب لكم من النساء خاصة بنساء الإنس؛ لأن الله سمى رجال الجن رجالا فهم داخلون في المعنى، فهل تكون كلمة نساء أيضا للجن والإنس معا‏؟‏ وجزاكم الله خيرا‏.‏

ج‏:‏ وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت‏:‏ بأن هذا الرجل الذي ذكرتم يعتبر من الكهان والعرافين الذين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم وإن أظهر الصلاح والعبادة، فالواجب نصيحته وتحذيره من عمله وأمره بالتوبة إلى الله من ذلك وتحذير الناس من المجيء إليه وسؤاله وتصديقه؛ عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم في صحيحه وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة والحاكم وقال‏:‏ صحيح على شرطهما، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمران‏:‏ ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ رواه البزار بإسناد جيد

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏8705‏)‏‏:‏

س3‏:‏ يوجد عندنا رجل يعالج المرضى بطريقة الطب العربي، وسأروي لكم ما جرى لي أنا معه‏:‏ كنت مريضا فأدخلني غرفة مظلمة، وأخذ الرجل يقرأ القرآن وعدة آيات وينادي عن أسماء بعض أولياء الله الصالحين، بعد ذلك سمعت كأن طيرا كبيرا دخل الغرفة تسمع صوت جناحيه ولا ترى شيئا نطق بعدها صوت رفيع وسلم علي باسمي، ولم أشاهد جسما وأحسست بلمس في ظهري أثناء الفحص، وكنت أتألم من شدة المرض، فقال لي ذلك الصوت‏:‏ اذكر الله وصل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد تمام الفحص قال لي‏:‏ إن مرضك كذا وكذا وعلاجه ليس عندي، اذهب إلى طبيب الصحة العامة، ويجب أن تنام في المستشفى فذهبت ونمت في المستشفى وشفيت بإذن الله، وهذا الرجل له خبرة في نوع السحر حيث هناك أزواج ليلة دخولهم لا يستطيعون مباشرة أزواجهم، وبعد الذهاب إلى هذا الشخص يخرج لهم بعض الكتائب وبها السحر ويرمى ذلك الكتاب بين يدي المسحور ويشفى من بعد استخراج هذا السحر بإذن الله‏.‏

السؤال في هذا الموضوع هل الذهاب إلى هذا الشخص يعتبر شركا مع العلم أنه لا يطلب أجرا‏؟‏

ج3‏:‏ هذا من العرافين والكهنة الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم، كما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والأحاديث في هذا المعنى كثيرة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏8924‏)‏‏:‏

س4‏:‏ عند الوضع يتصل المولود له بأحد المشايخ لينظر في طالعه واسمه - أي‏:‏ اسم المولود الجديد - فإن كان يناسبه سكت، وإلا أمر بتغييره‏.‏ وكثيرا ما نجد عندنا أشخاصا مزدوجي الاسم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بتغير بعض الأسماء القبيحة‏.‏ فإذا كان الاسم غير قبيح فهل يجوز تغييره‏؟‏

ج4‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز النظر في الطالع، بل هو ضرب من ضروب الكهانة، ولا يجوز تغيير الأسماء من أجل عدم مناسبتها للطالع؛ لما في ذلك من تصديق الكاهن، والعمل بمقتضى الكهانة‏.‏

ثانيا‏:‏ يجوز تغيير الأسماء القبيحة‏؟‏ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولا حرج في تغييره إذا كان غير قبيح؛ إذا لم يكن ذلك من أجل عدم مناسبته للطالع، أو نحو ذلك ولا يترتب عليه ضياع حقوق أحد من الناس‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏1779‏)‏

س‏:‏ ما حكم الإسلام في الذي يستعين بالجن في معرفة المغيبات كضرب المندل‏؟‏

ما حكم الإسلام في التنويم المغناطيسي وبه تقوى قدرة المنوم على الإيحاء بالمنوم وبالتالي السيطرة عليه وجعله يترك محرما أو يشفى من مرض عصبي أو يقوم بالعمل الذي يطلب المنوم‏؟‏

ما حكم الإسلام في قول فلان‏:‏ ‏(‏بحق فلان‏)‏ أهو حلف أم لا أفيدونا‏؟‏

وقد أجابت اللجنة بما يلي‏:‏

أولا‏:‏ علم المغيبات من إختصاص الله تعالى، فلا يعلمها أحد من خلقه لا جني ولا غيره إلا ما أوحى الله به إلى من شاء من ملائكته أو رسله، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله‏}‏ وقال تعالى في شأن نبيه سليمان عليه السلام ومن سخره له من الجن‏:‏ ‏{‏فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا‏}‏‏.‏

وثبت عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة - أو قال‏:‏ - رعدة شديدة؛ خوفا من الله عز وجل، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد ثم يمر جبريل بالملائكة كلما مر بسماء قال ملائكتها‏:‏ ماذا قال ربنا يا جبريل‏؟‏ فيقول جبريل‏:‏ قال الحق وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل‏.‏

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال‏:‏ أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا‏:‏ كذا وكذا‏!‏‏؟‏ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء‏.‏

وعلى هذا لا يجوز الاستعانة بالجن وغيرهم من المخلوقات في معرفة المغيبات لا بدعائهم والتزلف إليهم ولا بضرب مندل أو غيره، بل ذلك شرك؛ لأنه نوع من العبادة، وقد أعلم الله عباده أن يخصوه بها فيقولوا‏:‏ إياك نعبد وإياك نستعين وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن عباس‏:‏ إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

ثانيا‏:‏ التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني حتى يسلطه المنوم على المنوم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعا له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم بما يطلبه من الأعمال أو الأخبار بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي وإتخاذه طريقا أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز، بل هو شرك؛ لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم‏.‏

ثالثا‏:‏ قول الإنسان‏:‏ ‏(‏بحق فلان‏)‏ يحتمل أن يكون قسما - حلفا - بمعنى‏:‏ أقسم عليك بحق فلان، فالباء باء القسم، ويحتمل أن يكون من باب التوسل والاستعانة بذات فلان أو بجاهه، فالباء للاستعانة، وعلى كلا الحالتين لا يجوز هذا القول‏.‏

أما الأول‏:‏ فلأن القسم بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فالإقسام به على الله تعالى أشد منعا، بل حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإقسام بغير الله شرك فقال‏:‏ من حلف بغير الله فقد أشرك‏.‏ رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه‏.‏

وأما الثاني فلأن الصحابة رضي الله عنهم لم يتوسلوا بذات النبي صلى الله عليه وسلم ولا بجاهه لا في حياته ولا في مماته وهم أعلم الناس بمقامه عند الله وبجاهه عنده وأعرفهم بالشريعة، وقد نزلت بهم الشدائد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ولجأوا إلى الله ودعوه لكشفها ولو كان التوسل بذاته أو بجاهه صلى الله عليه وسلم مشروعا لعلمهم إياه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يترك أمرا يقرب إلى الله إلا أمر به وأرشد إليه ولعملوا به رضوان الله عليهم؛ حرصا على العمل بما شرع لهم وخاصة وقت الشدة، فعدم ثبوت الإذن فيه منه صلى الله عليه وسلم والإرشاد إليه وعدم عملهم به دليل على أنه لا يجوز‏.‏

والذي ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يتوسلون إلى الله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه استجابة لطلبهم؛ ذلك في حياته، كما في الاستسقاء وغيره فلما مات صلى الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه، لما خرج للاستسقاء‏:‏ اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون‏.‏ يريد بدعاء العباس ربه وسؤاله إياه، وليس المراد التوسل بجاه العباس؛ لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم منه وأعلى وهو ثابت له بعد وفاته كما كان في حياته، فلو كان ذلك التوسل مرادا لتوسلوا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم بدلا من توسلهم بالعباس لكنهم لم يفعلوا، ثم إن التوسل بجاه الأنبياء وسائر الصالحين وسيلة من وسائل الشرك القريبة كما أرشد إلى ذلك الواقع والتجارب فكان ذلك ممنوعا؛ سدا للذريعة وحماية لجناب التوحيد‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏10176‏)‏‏:‏

س‏:‏ أنا فتاة مسلمة والحمد لله يتيمة من الأب والأم أبلغ من العمر 31 سنة، وأعمل كما أمرني به الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم بقدر ما نستطيع إن شاء الله، نعيش مع جدتي أم الأم من اليوم الأول من ولادتي حتى الآن، ومشكلتي جدتي تعمل ‏(‏عرافة أو كهانة‏)‏ وتذبح لغير الله وتأخذ الدم من هذه الذبيحة والله أعلم ماذا تعمل به، وتطلب من الناس الدجاج وتأخذ منه الريش وكذلك تعمل البخور وتضع فيه قشر أسماك وأنواعا من الزواحف وتعتقد في أصحاب القبور، وهي تعيش على هذه المهنة، وأنا بعد ما عرفت الحلال والحرام حاولت أن نحسن إليها وفي نفس الوقت نبتعد عن الحرام ولا نأكل الحرام ولا نساعدها في هذا العمل حتى في استقبال الناس ولكن بدون جدوى؛ لأني أسمع ما قاله الله في كتابه العزيز والرسول، وأنا أرى الناس يدخلون ويتعاملون معها حتى الرجال وجميع الأهل يصدقونها ويخافون أن يتكلموا معها؛ لأنها تغضب عليهم ويقولون لي‏:‏ هذه عوض أمك ولها حقوق الوالدين وإطاعتها؛ لأنها كبيرة وعبارة عن سنوات وتموت لقد تركت الأكل معها وتركت خدمة البيت خوفا من أنني أساعدها على عملها، وفي الفترة الأخيرة لا أستطيع أن أتكلم معها حتى السلام؛ لأن حسب ما قرأت‏:‏ لا يطلق السلام على الكافر وقرأت في كتاب لبعض العلماء‏:‏ حتى الورقة أو كوب الماء لا يقدم إلى صاحب هذا العمل، وبعض الأهل والأخوات في الله قالوا لي‏:‏ إذا أعطتك شيئا خذيه وضعيه في الزبالة، وإذا أعطتك مالا خذيه وتصدقي به وهذا البيت بيتها ولها الحق أن تدخل من تشاء حتى الرجال الأجانب وهي غضبانة علي وتقول لي‏:‏ لا أسامحك وأحاسبك أمام الله يوم القيامة وليس عندي بيت أذهب إليه لعدم وجود محارم يخافون الله ولا يوجد رجل مسلم يتقدم لي؛ لأني كبيرة وسمرة وانصحني ماذا أفعل‏؟‏

1- ما حكم عملي هذا مع جدتي في عدم خدمة البيت وكلامي لها والأكل معها‏؟‏

2- هل لها حقوق الوالدين أم لا لأني أخاف عقاب الله‏؟‏

3- هل نقطع خالاتي وأقاربي؛ لأنهم يصدقون في كل عمل وهم يعرفون أنه حرام وأنا أقول لهم هذا مع أنهم يصلون ولكنهم مشركين يذهبون إلى قبور الأولياء والمشعوذين‏؟‏

4- الرجال الذين يصلون ويذبحون لهذه المرأة هل يجوز أكل ذبيحتهم حتى ولو كانت حلالا‏؟‏

5- هل يجوز أكل ذبيحة صاحب البدع والمشرك الذي يعتقد في الأولياء وغيرهم‏؟‏

6- ما حكم الدين إذا ذهبت إليهم وأكلت من طعامهم وهم يأخذون منها الطعام وبعض المال‏؟‏

7- إذا قدمت لي هدية هل أقبلها لحديث أسماء قبلت هدية أمها وهي مشركة‏؟‏

8- هل يجوز لي الزواج من رجل يصلي ولكن مشرك للأسباب السابقة‏؟‏

9- أولياء أمري لا يصلون هل لهم الحق في العقد لي على الزواج أم لا وإذا كان لا يوجد قضاء مسلم ماذا أفعل‏؟‏

أولا‏:‏ يحرم العمل في الكهانة والعرافة؛ للأحاديث الواردة في ذلك‏.‏

ثانيا‏:‏ لا يجوز لك مساعدة جدتك في الأعمال المحرمة، ولا مانع من خدمتها في غير معصية الله تعالى؛ لقول الله سبحانه في الوالدين الكافرين‏:‏ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا الآية‏.‏

ثالثا‏:‏ يحرم الذبح لغير الله، وهو من الأعمال الشركية، ولا يجوز الأكل من ذبيحة المشرك‏.‏

رابعا‏:‏ يجوز لك الذهاب لأقاربك لمناصحتهم مما وقعوا فيه من دعاء الأولياء ونحوه من الأعمال المحرمة‏.‏

خامسا‏:‏ لا يجوز الأكل من طعام الذي كسبه محرم ولا قبول هديته‏.‏

سادسا‏:‏ لا يجوز للمسلمة قبول الزواج من الرجل المشرك أو الذي لا يصلي ولا يصح العقد‏.‏

سابعا‏:‏ يتولى عقد النكاح للمرأة وليها المسلم وإذا تعذر فمرجعها القاضي الشرعي‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏2948‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز أن يؤم العراف والكاهن الناس‏؟‏ وما حكم الصلاة خلف الكاهن الفاسق الذي يدعي علم المغيبات في المستقبل، فإنه يوجد طائفة من العلماء في جنوب أفريقيا كهانا يلبسون على ملايين من ضعفاء المسلمين ويأكلون أموالهم بالسحر والكهانة وكتابة الطلاسم واستخدام الجن‏.‏ وهنا بعض الهنود والباكستانيين عندهم شعر يزعمون أنه شعر النبي صلى الله عليه وسلم ويدجلون به على الناس، ومن زارهم في حي لانس الذي يعرضون فيه ذلك الشعر يدفع 30 جنيها أو مائة جنيه فهل يجوز ذلك‏؟‏ فإننا ننكره عليهم فأفتونا‏.‏

ج‏:‏ من يدعي علم الغيب من العرافين والكهان بنظره في النجوم أو في كتاب أو بخط في الرمل أو استخدام جني أو نحو ذلك مما ليس من الأسباب العادية - فهو كافر بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله‏}‏ الآية، وقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا‏}‏ وقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير‏}‏‏.‏

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم في صحيحه وقوله‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، رواه أبو داود وقوله‏:‏ من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة والحاكم وقال‏:‏ صحيح على شرطهما، وقوله‏:‏ ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد‏.‏

وعلى هذا لا يجوز لمن يعلم حال هؤلاء أن يصلي وراءهم ولا تصح صلاته خلفهم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏3686‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ هل الكاهن أو العراف إذا مات يصلى عليه إذا كان يصلي أم لا‏؟‏

ج 3‏:‏ الكاهن والعراف إذا ماتا وهما على حالتهما المعروفة من دعواهما علم الغيب فإنه لا يصلى عليهما ولو كانا يصليان؛ لأن دعواهما علم الغيب كفر أكبر يبطل الصلاة وغيرها‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏433‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ ما حكم التنذير، وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها‏.‏ كأن يقال‏:‏ خذوه اذهبوا به انفروا به، بقصد أو بغير قصد‏.‏ وما حكم من دعا بهذا القول حيث قد سمعت قول أحدهم‏:‏ إنه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه إذا مات‏.‏

ج 1‏:‏ الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه شرك في العبادة؛ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا‏}‏‏.‏

فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعانته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك‏.‏ ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين‏}‏ ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات ولا تتبع جنازته ولا يدفن في مقابر المسلمين‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع

فتوى رقم ‏(‏10802‏)‏‏:‏

س‏:‏ أفيدكم علما بأن في زامبيا رجلا مسلما يدعي أن عنده جنا والناس يأتون إليه ويسألون الدواء لأمراضهم، وهذا الجن يحدد الدواء لهم وهل يجوز هذا‏؟‏

وأنا قلت للناس هذا ما يجوز والناس يغضبون علي فأرجو من سماحتكم التكرم بإرسال الفتوى في أقرب وقت‏.‏

ج‏:‏ لا يجوز لذلك الرجل أن يستخدم الجن، ولا يجوز للناس أن يذهبوا إليه طلبا لعلاج الأمراض عن طريق ما يستخدمه من الجن ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق، وفي العلاج عن طريق الأطباء من الإنس بالأدوية المباحة مندوحة وغنية عن ذلك مع السلامة من كهانة الكهان‏.‏

وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم في صحيحه وخرج أهل السنن الأربعة والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد وهذا الرجل وأصحابه من الجن يعتبرون من العرافين والكهنة فلا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏1955‏)‏‏:‏

س‏:‏ حصل بين اثنين مفاهمة في مسألة دينية وهي‏:‏ أن أحدهما يقول‏:‏ إنني سمعت أنه إذا كان أحد عنده مريض ووصل إلى طبيب كي يصف له علاجا سواء كان مروخا أو شرابا أو كيا أو حجامة فلا بأس بأخذه والعمل به وإن كان المأتي إليه ساحرا إذا كان الدواء مباحا وإنما الأعمال بالنيات‏.‏

فقال الآخر‏:‏ إنني لا أعتقد الوصول إلى مثل هذا المعروف بالسحر والشعوذة إلا كفرا أو إحباط عمل وإن كان الدواء مباحا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأنه إن أتاه وسأله وإن لم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين ليلة أي‏:‏ أحبط عمل أربعين يوما وحيث نحن في حاجة ماسة إلى حل المشكلة أفتونا‏.‏

ج‏:‏ الذهاب إلى الكاهن والعراف ونحوهما وسؤالهم لا يجوز، وإن صدقهم كان أعظم إثما؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم‏.‏

ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في مسلم أيضا من حديث معاوية بن الحكم السلمي من النهي عن إتيان الكهان‏.‏ ولما روى أصحاب السنن والحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال‏:‏ من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولأحاديث أخرى في هذا الباب‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الخامس عشر من الفتوى رقم ‏(‏5953‏)‏‏:‏

س 15‏:‏ بعض الناس يزعمون أنهم يعالجون المجانين يجعل الألفة أو الفرقة بين الزوجين، وقد قيل‏:‏ إنهم يدعون للعقيم فيرزقه الله ذرية، وعندهم من الخرافات ما الله به عليم وأعمالهم واعتقاداتهم وادعاءاتهم ما تخلو من الشرك، فما الحكم فيهم وفيمن يذهب إليهم‏؟‏ أرجو الجواب وفقكم الله ونفعنا بعلمكم‏.‏

ج 15‏:‏ لا يجوز إتيان الكهان والعرافين والسحرة ولا سؤالهم عن شيء من أمور الغيب، ولا تصديقهم فيما يقولون، ولا العمل بآرائهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم في الأحاديث الصحيحة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الثلاثون من الفتوى رقم ‏(‏6505‏)‏‏:‏

س 30‏:‏ أحيانا نفقد بعض المال أو الذهب من المنزل ونعتقد أنه سرق ونذهب لأحد الأشخاص ويعرف بالمخبر نشرح له ذلك ويوعدنا خيرا وأحيانا تسترجع المفقود وأحيانا لا، فما حكم ذهابنا لهؤلاء الأشخاص‏؟‏

ج 30‏:‏ لا يجوز ذهابكم إليه؛ لأنه كاهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال التاسع عشر من الفتوى رقم ‏(‏6914‏)‏‏:‏

س 19‏:‏ قلتم في سؤال سابق لي وجوابه رقم ‏(‏30‏)‏ في الفتوى رقم 6505 وتاريخ /1403هـ صفحة ‏(‏4‏)‏‏:‏ إن الذهاب إلى المخبر لا يجوز؛ لأنه كاهن‏.‏

أود أن أشير هنا أن الأشخاص الذين نذهب لهم معروفون بتمسكهم بتعاليم الدين الحنيف ولا يقرءون غير القرآن والأحاديث الشريفة في مثل تلك المسائل التي ذكرتها في سؤالي، فما حكم ذهابنا لهم‏؟‏

ج 19‏:‏ مجرد قراءة القرآن والأحاديث لا يعرف به مكان المفقود ولا يسترجع به، ومن ذهب إلى من يدعي معرفة مكان المفقود بمجرد قراءة القرآن والأحاديث فهو ملتجئ إلى كاهن دجال ولو ادعى أنه صالح متمسك بالدين، وقد يتظاهرون بقراءة القرآن والحديث الشريف للتضليل والتلبيس وهم في الباطن من الكهنة والعرافين‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏7173‏)‏‏:‏

س‏:‏ إنني أسكن في قرية ومعظم أهالي هذه القرية يطلبون الشفاء من الكهنة الذين يقومون بالمعالجة بالطلاسم والحروف المقطعة وبعض الوصفات النباتية التي إن مزجت صارت لها رائحة منتنة جدا‏.‏ ويعالجون أيضا بالحجبة وهي إخفاء المريض مدة معينة تصل أحيانا إلى أكثر من أربعين يوما في غرفة مظلمة ويمنع عنه الزائرون، كما إنهم يطلبون ذبح ذبائح ذات صفات معينة مثل عنز سوداء أو ثور أسود‏.‏

ومعظم سكان هذه القرية إن لم يكن كلهم يعتقدون أن الكهنة يعلمون بمن يذكرهم بسوء ويعاقبونه بالمرض وفقدان العقل‏.‏ كما أنهم يرجعون أسباب بعض الأمراض إلى انتقام الكاهن‏.‏

وأفيد سماحتكم أن موضوع تعلقهم بالكهنة غير قابل للنقاش ولن يصل من يجادلهم إلى نتيجة إلا مجرد التعلق الأعمى‏.‏

والآن‏:‏ هل يجوز لي إجابة دعوات سكان هذه القرية وأكل لحم ما يذبحونه من ذبائح في المناسبات مثل الأعياد والأفراح، وهل يجوز لي مخالطتهم والأكل معهم والتعامل معهم، وهل ما ذكرته عنهم يخرجهم من الملة أم أنهم معذورون لجهلهم بأمور دينهم‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ إذا كان حال هؤلاء كما ذكرت فهم كفار، ومن يأتيهم للشفاء ويصدقهم في كهانتهم فهو كافر‏.‏

ثانيا‏:‏ لا يجوز إجابة دعوة هؤلاء والأكل من ذبائحهم في الأعياد والأفراح وغير ذلك؛ لأنهم كفار فلا تؤكل ذبائحهم حتى يتوبوا إلى الله سبحانه توبة صادقة‏.‏

ثالثا‏:‏ لا تجوز مخالطتهم إلا لإرشادهم وبذل النصح لهم وبيان حكم الكهانة وتحذيرهم من إتيان الكهان وتصديقهم‏.‏

وأخيرا يتبين مما ذكر أن هؤلاء الكهنة ومن يأتيهم ويصدقهم خارج من ملة الإسلام بارتكابه ما ذكرته عنهم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏7766‏)‏‏:‏

السؤال عن إتيان الكهان‏.‏

ج‏:‏ يحرم إتيان الكهان للعلاج ونحوه حتى ولو اعتقد الشخص أن الشفاء بيد الله وأن ما يعملونه سبب؛ للأدلة الصريحة الصحيحة الواردة في ذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الأسئلة 2، 3، 4، 5، 7، من الفتوى رقم ‏(‏8071‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ لدينا امرأة تؤدي العبادات جميعها وتتطوع فهي تصلي في آخر الليل وتصلي الضحى وتصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ولكنها تأتي هذه المرأة بصفة أنها طبيبة عربية تعالج مرضاها من الأمراض النفسية، فهل يجوز لها إتيان هذه المرأة وبماذا تنصحونها‏؟‏

س 3‏:‏ إذا توفيت هذه المرأة المؤدية للعبادات وهي على هذه الحال فكيف يكون تأثير إتيان هذه الحرمة على أعمالها‏؟‏

س 4‏:‏ المرأة المسماة بـ‏:‏ الغائبة، كثير من الناس يأتونها يسألونها عن أشياء لم تكن قريبة منها مثل‏:‏ أن يأتيها إنسان وهي في قريتها ويسألها عن ابنة له حامل في بلد ‏(‏ما‏)‏ ويقول‏:‏ هل وضعت أم لا‏؟‏ وهذه المرأة لا تجيب بقول‏:‏ الله أعلم، فهي لازم تحدد الإجابة بنعم أو لا، فهل يجوز سؤالها مثل هذا السؤال‏؟‏ أفيدونا‏.‏

ج 2، 3، 4‏:‏ يحرم إتيان الكهان وتصديقهم، وعليه فلا يجوز إتيان هذه المرأة التي تدعي علم الغيب؛ لأنها كاهنة كافرة، ولا يجوز إتيانها ولا سؤالها ولا تصديقها هي وأمثالها ممن يدعي علم الغيب سواء تعاطوا الطب أم لم يتعاطوه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين يوما رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم

س 5‏:‏ إذا تعالج أحد المرضى عند هذه المرأة أو أحد الذين يدعون الطب العربي فإنهم يرون أن هذا المريض سواء شفي أو لم يشف لا مخرج له من عندهم إلا بإذنهم، فقد يقولون‏:‏ اذهب إلى كذا أو إلى كذا يحددون له الاتجاه الذي يذهب للعلاج منه، وقد يمنعونه من الذهاب إلى أحد غيرهم ولو ذهب من غير استشارتهم فإنهم يرون أنهم قادرون على التأثير عليه بأي حال ويخوفونه بإصابته بالمرض أو الجنون ومن الممكن أنه يمتثل لأمرهم مخافة ضررهم عليه فهل لهم تأثير كما يدعون‏؟‏ أرشدونا جزيتم خيرا‏.‏

ج 5‏:‏ لا تأثير لأحد بنفع أو ضر إلا بشيء قد كتبه الله، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله تعالى عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف أخرجه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح

وقد تقدم فيما سبق أنه لا يجوز إتيان هذه المرأة وأمثالها ولا سؤالهم ولا تصديقهم ولا العلاج عندهم، بل يجب الإنكار عليهم ورفع أمرهم إلى ولاة الأمور حتى يعاقبوا بما يستحقون، ولا يجوز الستر عليهم ولا الدفاع عنهم لعظم ضررهم على المسلمين وتلبيسهم عليهم‏.‏

س 7‏:‏ لو أراد إنسان الخروج من عندهم فقد يمنعونه، فهل يجوز له إعطاؤهم فلوسا ويبعد عنهم وإذا قدر له البعد عن استعمال أدويتهم وأعمالهم هذه، فهل يجوز له السلام عليهم لسبب معرفته بهم أم يهجرهم مرة واحدة‏؟‏

ج 7‏:‏ أولا‏:‏ يحرم إعطاؤهم شيئا من المال مقابل أعمالهم السيئة التي قصدهم من أجلها، أما إذا أعطاهم شيئا من المال ليتخلص من شرهم فلا حرج في ذلك‏.‏

ثانيا‏:‏ لا يجوز السلام عليهم ما دامت هذه أعمالهم إلا إذا تابوا منها وأقلعوا عنها، بل يجب هجرهم حتى يتوبوا، كما يجب الرفع عنهم إلى المحكمة والإمارة والهيئة حتى يعاقبوا بما يستحقون من قتل أو غيره‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏7997‏)‏‏:‏

س‏:‏ شاء الله عز وجل أن أخط لك هذه الرسالة والتي أردت فيها أن أطلب منكم بعض الإرشادات والتوضيحات فيما يخص مرضا يسمى‏:‏ الصرع أصيبت به والدتي، في أول الأمر أصيبت بالجنون فأتيناها بإمام مسجد فاستطاع هذا الأخير أن يخرج ما بداخلها فبقيت تصاب بنفس الشيء لمدة أسبوع، وكلما أتيناها بالإمام إلا وشفيت بإذن الله‏.‏

ولكن إذا ذهب عادت على ما كانت عليه فشفيت بعد ذلك وبقيت مدة من الزمن ولم تلبث كثيرا فتسكنها جنية أي‏:‏ أنثى الجن - وبقيت تقريبا نفس المدة أو أكثر وهي تعاني فأتينا بالإمام مرة أخرى فأخرجها وعادت ثم أتينا بآخر فأخرجها، ثم بقيت على هذه الحالة وكلما أصابها شيء من هذا أتينا بمن يخرجه منها‏.‏

وأشير إلى أن في المرة ما قبل الأخيرة طلبت مني والدتي وهي مصابة بالجنون أن آتيها بالإمام الذي أخرج ذلك منها لأول مرة فأتيتها به فأخرجها منها، وهنا أشار لي إلى أن الجنية أخبرته أن تلك الحجرة مليئة بالجنون - أي‏:‏ الجن - فحولناها إلى حجرة أخرى، ولكن بقيت وللأسف على نفس الحالة‏.‏

حينئذ طلبت مني أن أحملها إلى أحد الأضرحة فاستجبت لطلبها فلم تجد على ذلك شفاء فأخذناها إلى أحد تجار مهنة فأعطاها بعض التمائم والعقاقير، أما التمائم فأمرها بتعليق البعض وغسل جسمها بالبعض الآخر بعد أن تضعهم في الماء، أما العقاقير فطلب منها أن تأكلها وأشير إلى حضرتكم أن البيت ‏(‏الحجرة‏)‏ ما زال فيها جنون‏.‏ والآن أريد منكم‏:‏

1- معرفة إن كان فعلي صحيحا أو مخالفا للشرع‏.‏

2- الطلب منكم إرشادي إلى ما فيه الخير‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ يحرم الذهاب إلى العرافين والكهنة لسؤالهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة خرجه الإمام مسلم في صحيحه ولقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من تعلق تميمة فلا أتم الله عليه، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له وفي رواية من تعلق تميمة فقد أشرك

ثانيا‏:‏ الصحيح أنه لا يجوز تعليق التمائم‏.‏

ثالثا‏:‏ الذهاب إلى الأضرحة طلبا لبركة أهلها محرم، واعتقاد أن أهلها يملكون نفعا أو دفع ضر أو شفاء مريض أو مجنون أو نحو ذلك كفر أكبر‏.‏

وننصحك بمعالجة والدتك بالرقى الشرعية والأدوية المباحة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏9548‏)‏‏:‏

س‏:‏ ما حكم من يستخرج السحر بطريقة الأرقام مثل‏:‏ 21، 31، 137، 121، 25 وينظر في هذه الأرقام بطريقة يدعي أنها طريقة سيدنا يونس عليه السلام وأنه كان يستعملها‏؟‏ علما بأن هذا الرجل لا يعرف كيف يخرج السحر ويدعي أنه يجلب الأرواح ويستدل بهذه الطريقة على نجم الشخص، وإن كان غير مسحور يقول‏:‏ نجمك صفر، بعد أن يأخذ اسم والدة المسحور، واسم المسحور‏.‏

فهل هذا العمل مشروع ومأثور عن سيدنا يونس عليه السلام أم أنه غير موافق لكتاب الله وسنة رسوله ولم يؤثر عن السلف والخلف‏؟‏ وما حكم من يذهب إلى هؤلاء الذين يخرجون السحر بهذه الطريقة ويعتقد صحة هذا العمل‏.‏ مع الدليل‏؟‏

ج‏:‏ إذا كان الواقع من حال ذلك الشخص ما ذكر فهو كاهن، وليس هناك دليل على أن هذه الطريقة طريقة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام وليس ذلك العمل مشروعا، ولا يجوز الإتيان إليه، بل يجب الإنكار عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم في صحيحه وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أتى عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد رواه الإمام أحمد والأربعة بإسناد صحيح وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد رواه أبو داود من حديث ابن عباس بإسناد صحيح

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9807‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ ما حكم ما يفعله بعض الناس بإرسال ثوب أو قميص لبعض الناس الذين يدعون المعرفة وذلك لتحديد الداء ووصف الدواء بعد ذلك‏؟‏

ج 1‏:‏ يحرم الذهاب لمن يدعون علم المغيبات، ولا يجوز أن يرسل لهم ثوب ولا قميص ولا غيرهما ويحرم تصديقهم بما يقولون؛ للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏10626‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ يوجد عندنا بقريتنا بعض الناس يأخذون علاجا من عند طبيب ويسألونه عن سبب هذا المرض الذي أصيب الشخص به ويقول لهم سببه كذا وكذا، فهل ذلك شرك بالله أم لا‏؟‏

أفيدونا أفادكم الله‏.‏

ج 1‏:‏ مراجعة الطبيب الذي يعالج بالأدوية العربية جائز إلا إذا كان كاهنا فلا يجوز الذهاب إليه ولا العلاج عنده، وهو الذي يدعي علم الغيب أو الاستعانة بالجن‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏10627‏)‏‏:‏

س‏:‏ كنت قد تزوجت في الثامن من ذي الحجة 1403هـ والتي تزوجتها ابنة خالتي، وفي أول يوم من شهر رمضان المبارك 1405هـ رزقني الله بمولود سميته‏:‏ ‏(‏موسى‏)‏ وفي شهر شعبان 1406هـ أسقطت زوجتي جنينا بعد شهره الثالث‏.‏

وفي ربيع الأول 1407هـ توفى الله ولدي ‏(‏موسى‏)‏، وكما قلت لكم‏:‏ إن زوجتي ابنة خالتي، وبعد وفاة ابني موسى جاءتني خالتي والتي هي أم زوجتي وقالت لي‏:‏ إنها ذهبت إلى رجل عالم بالكتاب، وقالت‏:‏ إن هذا الرجل قال لها‏:‏ إن مع زوجتي تابعة -أو تبيعة- من الجن تقتل أولادها حسدا وحقدا من عندها، وأن هذا الرجل يمكنه أن يقطع دابر تلك التبيعة أو التابعة من الجن‏.‏

فرفضت ذلك‏.‏ وفي ثالث يوم من شهر شعبان الماضي 1407هـ رزقني الله بطفلة سميتها مستورة ولكن توفاها الله ثاني يوم ولادتها‏.‏ فجاءتني خالتي وقالت لي‏:‏ أما قلت لك‏:‏ تذهب إلى ذلك الرجل وتنتهي من ذلك الموضوع، وأصرت أن نذهب إليه وكذلك أصر معها والدي على أن نذهب إلى ذلك الرجل الذي يقوم بإنهاء تلك التابعة أو التبيعة‏.‏ فطلبت منهم مهلة عسى الله سبحانه وتعالى أن يلهمني، والحمد لله الذي هداني إلى أن أقوم بكتابة هذه الرسالة إليكم راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في إفتائنا في هذا الموضوع، علما بأن هذا الموضوع يسبب لي أرقا دائما‏.‏

ج‏:‏ لقد أحسنت بامتناعك من الذهاب مع خالتك -أم زوجتك- إلى الرجل الذي يدعي علم الكتاب؛ لأنه كاهن، وأحسنت أيضا بسؤالك أهل العلم للتحقق من الصواب، وعليك أن ترقي نفسك وزوجتك ومن ترزق من الأولاد بالرقية الشرعية فتقرأ على كل منهم فاتحة الكتاب والمعوذات الثلاث‏:‏ ‏(‏قل هو الله أحد‏)‏، وسورة ‏(‏الفلق‏)‏ وسورة ‏(‏الناس‏)‏ تكرر المعوذات ‏(‏ثلاث مرات‏)‏ وتنفث عقب كل مرة في كفيك وتمسح بهما الوجه وما أقبل من البدن، وتدعو بهذا الدعاء ‏(‏أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة‏)‏، وننصحك بشراء كتاب ‏[‏الأذكار النووية‏]‏ للإمام النووي، وكتاب ‏[‏الكلم الطيب‏]‏ لابن تيمية، وكتاب ‏[‏الوابل الصيب‏]‏ لابن القيم فإن فيها كثيرا من الأذكار النافعة والرقى الشرعية‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

فتوى رقم ‏(‏10648‏)‏‏:‏

س‏:‏ كيف نجمع بين الحديثين التاليين‏:‏

1- من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما رواه مسلم في صحيحه

2- من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد رواه أبو داود

فالحديث الأول لا يدل على الكفر في حين الآخر يدل على الكفر‏.‏

ج‏:‏ لا تعارض بين الحديثين، فحديث‏:‏ من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد يراد منه‏:‏ أن من سأل الكاهن معتقدا صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله‏}

وأما الحديث الآخر‏:‏ من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم وليس فيه ‏(‏فصدقه‏)‏‏.‏

فبهذا يعلم أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن صدقه فقد كفر‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود